بحور الصبا
نكأ القلبَ فانبرت عبَراتي
رسمُ دارٍ بالبير فالنبكاتِ
فعلى ذي الرَّبعين حُقَّ بكائي
لا على دور الحيِّ بالبَكَرات
فيهما لذَّ وصلُ كلِّ عَروبٍ
تستبي قلبَ الصبِّ باللحَظات
وبفَرعٍ كالليل زان ببدرٍ
وبثغرٍ وحُوَّةٍ في اللِّثات
وبجيدٍ يُجْلَى عن الحَلْي حسنًا
وتَراقٍ تروق كالمرآة
ربَّ يومٍ لهوتُ معْها ولم يشـ
ـعُرْ رقيبٌ لها ولا عاذلات
نَلْحَنُ القول بيننا بمعمًّى
عن سوانا نخاف نَمَّ الوشاة
ولكمْ يومٍ ظَلْتُ في مشهدٍ مُنْـ
ـعَقَدٍ من لِداتها ولِداتي
بزَّني الدهرُ وصْلها ولقد كُنْـ
ـتُ أمونًا من فُرقةٍ مشتكاة
بينما نحن في بحور الصِّبا نسـ
ـبَحُ، والدهرُ جالَ في غفَلات
إذ دعانا إلى الفراق وتاتٌ
رُدِّدتْ في أحشائها زفراتي
خرقُها الأرضَ فيه للعادةِ الخَر
قُ، كأنْ كانت للنبيْ معجزات
بَذَّتِ الطرفَ والأمانيَّ سَبقًا
بَلْهَ ما قد يخدي على يَسَرات
ما أَلَتْ تذرعُ الفيافيَ غصبًا؟
تتغالى في عَشْوةٍ والغداة
عوضَّتْنا بعد اقتراب الحَبيبا
تِ، اغترابًا من كل حِبٍّ يُواتي