مقالات الرأي

القبيلة بين الثقافة والنَّسَب!

خُلِق آدم وتفرق أبناءه إلى شعوب وقبائل، فتساءل الفكر عن كيفية نشأة القبائل وأسباب استمرارها واندثارها.

القبيلة مفهوم ضبابي بسّطه من تعود على عدم فحص الأفكار أو أَطرب لحنُه من يفكر بأذنيه، أو أنشده من ينظر إلى إفراغ جيوب الآخَرين، أو اختطفه من يوظّفه في المواسم العامة أو الخاصة.

إنّ قراءة المفاهيم ليست مسألة سطحية فهي تحتاج إلى سبّاح ماهر غاص في أعماق الأفكار، وحدّث نظامه الفكري الوراثي، ولديه اليقظة والدقة والمعرفة بحركة تاريخ المفاهيم وفضائها الثقافي الذي نشأت فيه.

فالحصول على الشهادات واختلاف طبيعة المدن ونوع العمل والتقدم في السِنّ ونوع الهُوية ليس كافيا في اكتساب المهارات القرائية، ما لم يحدث النظام الفكري الجمعي وفي المثل الحَسّاني:

عَقْل امْنادِم هوّ ساسُ
في الدنيا وهو عينيهْ

وفي زماننا تطور المفهوم وصار أكثر ضبابية وتعقيدا وارتبط بالقُطْرية والمناطقية والوظيفية وذابت الروابط وصار المفهوم يتداول في السوق الاجتماعية.

القبيلة في رأيي ليست أفرادا مكدّسين في مكان وزمان واحد بل أفراد تجمعهم ثقافة واحدة سواء كانوا من أصل واحد أم لا، ومتى تعددت الثقافات أصاب الشلل الشبكة الاجتماعية وانقسمت القبيلة إلى قبائل لا يجمعهم سوى ما بقي على حوائط الذاكرة الجمعية.

وعليه لا بد من تحديث النظام الثقافي الوراثي دائما، لتتحرك الطاقات الفاعلة وتنشر أفكارها في الفضاء الاجتماعي تحت ضوء الشمس، أما الاقتناع فذاك أمر خاص فالثقافة هي روح القبلية متى ما طُمِست تآكلت القبيلة.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى