الشعر

أهاجك ربع للمليحة أقفرا

يقول الشاعر العلامة سيد المين ولد سيدي ولد باب الإبراهيمي الجكني – رحمه الله تعالى -:

أهاجك ربع للمليحة أقفرا
دوارسه تحكي زبورا محبرا
أم اهتجت أن ناحت حمامة أيكة
هديلا على غصن من البان أخضرا
أم الشوق من داعي الصبابة إذ دعا
فهاج لك الداعي الهوى والتذكرا
تبيت بنات الشوق في جلجلانه
تزاحم في الأحشاء وردا ومصدرا
هو الحب من يعلق شباه بقلبه
خليق بأن يلفى حزينا مفكرا
بلى أنت من بين الأحبة مدمن
غراما إذا يلقاه صخر تكسرا
تكابد شوقا من سعاد التى مضت
بعقلك واعتاضتك طيفا مصورا
فلو أنها تسلى بشيء سلوتها
بقومي من جاكان هامة حميرا
هم الضاربون الهام في حومة الوغى
إذا ما القنا يوم الحفاظ تكسرا
هم المطعمون الناس في كل شدة
هم الهازمون الفيلق المتكبرا
هم الناطقون الحق عرفا سجية
إذا قال كل الناس زورا ومنكرا
هم الحاكمون العدل نصا وسنة
إذا ردت الأحكام جهلا مزورا
هم الحاملون الغرم عن كل معسر
إذا المعسر العاني استدين فأعسرا
إذا استصرخوا جادوا بكل طمرة
تزاحم في الميدان طرفا ومضمرا
بكل فتى عار الأشاجع باسل
إذا شمرت عن ساقها الحرب شمرا
أبي كمي لاينهنهه اللقا
شديد على من قد طغى وتجبرا
أخي ثقة في النائبات مظفر
إذا عربد الليث الغشوم وزمجرا
متى شهر السيف المهند وانبرى
يدين له يوم الكريهة عنترا
ومهما يكن حي كبير معظم
رأيت بني جاكان والله أكبرا
وما المجد إلا دون مجد توارثت
أوائله جاكان مجدا موقرا
لدينا لواء المجد في السلم ناصع
ونرجعه يوم الكريهة أحمرا
أبى المجد إلا أن يكون لجاكن
لدن كان في كل الأنام مخيرا
ندافع عن أحسابنا بسيوفنا
وأموالنا فانظر فها نحن من ترى
إذا كدر الدهر الخؤون بصرفه
أبى صوفنا للدهر أن يتكدرا
إذا سامنا الدهر الخؤون بجوره
دفعناه في أعقابه فتقهقرا
وما مات منا ميتة السوء سيد
ولا فر في يوم الكريهة أزورا
يقر لنا بالفضل كل مفضل
ويحسدنا النذل الحسود فيقهرا
ونكرم أهل الفضل فضلا وإنما
نعظم آل البيت غيبا ومحضرا
ألا لا يرم حي حمانا فإنه
حمى الغر من جاكان قد كان أوعرا
رويدكم أهل المفاخر والعلى
فإن لكم من دوننا متأخرا
رويدكم أهل المفاخر والعلى
فحسبكم في المجد ما قد تيسرا
وإنا لقوم لاتلين قناتنا
على الضيم إلا أن نموت فنعذرا
وإن ورث الآباء مالا لفتية
ورثنا عن الأجداد سيفا ومغفرا
ودرعا دلاصا لاتزال حصينة
وعرضا مصونا لايزال مطهرا
ترانا وكل الناس يخشى مصالنا
إذا ما أبحنا الحرب حيا تبخرا
فلله قومي في المواطن كلها
إذا ما سألت الدهر عنا فأخبرا
إذا حاربوا فالدهر حرب على العدى
وفي سلمهم للدهر سلم تقررا
ألا لايرم حي فخارا كمثلنا
عشير إذا لم يبن مجدا مشهرا
فمنا الذي يعطي الهنيدة باسما
إذا ما لئيم الناس بخلا تسترا
ومنا الذي يشفي من الجهل علمه
ومنا الذي يلوي الحديد المسمرا
ومنا ملوك الأرض واليمن الذي
يعز على كسرى ابرويز وقيصرا
بنينا به صنعا ونجران مثلما
بنينا به غمدان قصرا مسورا
ومأرب ذات السد إنا بناتها
وإن لنا فخر الفخار الموقرا
لنا العزة القعساء من عهد حمير
إلى تبع الأسنى سناء ومفخرا
كما ورث المجد المخلد جاكن
فورثنا مجدا تليدا مؤزرا
وهل بشر المختار بالنصر قومه
بقوم سوى شم القماقم حميرا
يصيب سواء القول منا خطيبنا
إذا ما ارتقى يوم المفاخر منبرا
سقى الغيث من أحياء جاكان معشرا
وروى قبور السالفين فأكثرا
فأحياؤنا من خير أحياء معشر
وأمواتنا من خير من مات مقبرا
حضارتنا في الغرب أما قديمها
“تنيكي”التي كانت أعز وأعمرا
وسائل بنا “تكب”التي نحن أهلها
على حين ما في الناس من قد تحضرا
وسائل بنا “تندوف”تنبئك أننا
بنينا بها للناس وردا ومصدرا
إلى أن تحامتنا العشائر كلها
حروبا بها من كل حي قد انفرا
وسعناهم حربا كميا مدججا
وطرفا لها ورد كميتا وأشقرا
وخضنا غمار الحرب حتى تبددوا
أيادي سبا كل شكى وتضررا
فهل بعدما قد قلت للناس مفخر
فمن شاء فليفخر أقل أواكثرا
وما مجدنا بالبدع لكن مورث
أبى منبت العيدان أن يتغيرا
وصل على المختار آخر مرسل
بمكة ماحج الحجيج وكبرا

قبيلة تجكانت

تجكانت قبيلة عربية ينتشر أبناؤها في شمال وغرب إفريقيا إضافة للشرق الأوسط، انطلاقًا من مدينة تنيقي التاريخية على ضفاف وادي إرغيوى شمال صحراء آدرار بموريتانيا.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى