الشعر

آه له من عميد طالما صبرا

محمد البيضاوي بن سيد عبدالله بن محمد بن أمانة الله الجكني :

آه لَهُ مِن عميدٍ طالَمَا صَبَرا
جَمْرُ الغضَا فِي حَشاهُ يَرتَمِي شَرَرا

إِذَا تألَّقَ بَرقٌ مِن بَشَائِرِهِ
جاءَتْ زعازِعُهُ تزجِي لَهُ كَدَرا

حَسِبتُهُ عارِضاً مِن رَحمَةٍ نُشِرَتْ
أستغفِرُ اللهَ ما اسْتَعجَلتُهُ ضَرَرا

لَقَد تَصَبَّرتُ حتَّى كادَ يُقتُلُنِي
صَبرِي فأشْكُو كَفَى خوفُ الرَّدَى عذُرَا

سَلُوا النُّجُومَ سَلُو اللَّيلَ البَهِيمَ سَلُوا ال
مُهَلِّلِينَ عَنِ الأُمِّيِّ سَلُوا السَّحَرا

لَوْ كانَ لِي كَبِدٌ يَنْشَقُّ ثُمَّ يَذُو
بُ كانَ عُسْرِي في أَمْرِ الهَوَى يُسُرا

لَكِن إِذَا انْشَقَّ مِن هَذَا الجَوَى كَبِدٌ
نَمَى لَهُ كَبِدٌ فانْشَقَّ وانفَطَرا

ما حِيلَتِي و فتاةُ الحَيِّ تغضَبُ مِنْ
أُفٍّ و تَضْجَرُ إِنْ غازَلْتُها ضَجَرا

إنْ لَمْ أَبُحْ بِغرامِي ذُبْتُ مِن كَمَدٍ
وَإِنْ أَبُحْ قِيلَ جاءَ الباطِلُ النَّكرَا

أَفْدِي جَآذِرَ ما تَنْفَكُّ عاتِبَةً
مُجَدِّدَاتٍ مِنَ العُذريِّ ما انْدَثَرا

الظَّالِماتُ و هُنَّ الشَّاكِياتُ بِأنْ
ضاءٍ تَبيتُ تُعانِي الهَجرَ والسَّهَرا

سُودٌ غدائِرُها حُورٌ مدامِعُها
أَحسِنْ بِها شَعَراً أحسِنْ بِها حَوَرا

يَا بَائِعَ الدُّرِّ أغضِبها إِذَا خَطَرَت
كَي لا تُرِيكَ ثَنَايَا تُفسِدُ الدُّرَرا

مِل أيُّهَا البَانُ ما دَامَت مُحجَّبَةً
واخجَل إِذَا بَانَ عِطفُ العينِ أَو خَطَرا

فكَّرتُ فِي الظَّبيِ يَأبَانِي وَيَهجُرُنِي
وبَعدَ لَأْيٍ هَجَرتُ الظَّبيَ إِذْ هَجَرا

و قلتُ هذَا الهَوَى المَمقُوتُ ضَيَّعَنِي
أمَّا الرَّجِيمُ فَلاَ تَسْأَلهُ كَيْفَ جَرَى

والنَّفْسُ تَأمُرُنِي واللَّهْوُ يُبْطِرُنِي
والشَّيْبُ يُنْذِرُني يا رَبِّ أنتَ تَرَى

لمَّا أحَلَّ بِرَأْسِي قُلتُ مُزدَرِياً
الشَّيْبُ فِي الرَّأسِ لا يَسْتَلزِمُ الكِبَرا

فانحَطَّ فِي عارِضِي يمشِي إِلَى ذَقَنِي
وَإن فِي اللِّحيَةِ الشَّمْطَاءِ لِي نَذَرا

يا رَبٍّ بالمُصطفَى المُختارِ تجعَلُني
فِي ثُلَّةٍ أُخرجَت مِن هائِمِي الشُّعَرا

مُحمَّد صُفْوَةِ اللهِ العَظيمِ وَخَي
ر الحاضِرِينَ وَمَن يَأتِي وَمَن غَبَرا

وَخَير مَن رَكِبَ الخَيلَ العِتَاقَ وَمَن
هَزَّ المُهَنَّدَ والخَطِّيَّةَ السُّمرَا

أتَى بِهِ اللهُ والأَجيَالُ يغمُرُهَا
بَحرٌ مِنَ الجَهلِ عَمَّ البَدوَ والحَضَرا

ما بَينَ مَن ينحَتُ الأَصنامَ يعبُدُهَا
وَبَينَ مَن يعبُدُونَ النَّارَ والبَقَرا

فقَامَ يدعُو لدينِ اللهِ يعضُدُهُ
بالرِّفقِ آوِنَةً أَو بالقَنَا أُخَرا

فَمَن سعِيدٌ بفضلِ الله أَبصَرَهُ
وَمَن شَقيٌّ بعدلِ اللهِ مَا بَصَرَا

أصمُّ أعمَى عَن أسبَابِ الهِدَايةِ مَا
أصغَى إِلَى الآي إِذ تُتلَى وما نَظَرَا

آيٌ تُقَرِّعُ مَن أضحَى يُعارِضُهَا
فيجعَلُ الرَّاحَ فِي آذانِهِ حَذَرَا

فَيَا سَخافَةَ كَذَّابِ اليَمَامَةِ لَمَّا
قامَ يَهْذرُ فِي بُهتانِهِ هَذَرَا

ظلَّت سُيُوفُ أبِي بَكرٍ تُناوِشُهُ
حتَّى تقَهقَرَ مهزُوماُ إلَى سَقرَا

أمَّا قريشٌ فقَد قامَت قِيَامَتُها
واستَكبَرَت نَهيَهُ أَن تَعبُدَ الشَّجَرَا

قَالُوا أنعبُدُ ربّاً واحِداً صَمَداً
فَخَيرُكُم مَن عَلَى أوثَانِهِ صَبَرَا

وناكَرُوهُ وقالُوا كاذِبٌ أشِرٌ
سيعلَمُ الجاهِلُونَ الكاذِبَ الأشرَا

يؤلِّهُنَ جماداً لا حَرَاك لَهُ
ويُنكرون قديراً صوَّرَ الصُّوَرَا

سَرَى بِهِ اللهُ يرقَى فِي مراتِبِهِ
مَعَ المَلاَئكِ قال الرَّهطُ كَيفَ سَرَى

علَى البُراقِ سُراهُ والبُراقُ عَجِي
بٌ يَرسُمُ الخَطو مَدّ العَينِ حيث يَرَى

ما مَان منهُ فُؤاد ما طغَى بَصَرٌ
ولَم يزِغْ إِذ رَأَى مِن آيِهِ الكبَرا

وعادَ مِن بعدِ ما نَاجَى الإِلَهَ وَقَا
مَ ينشُرُ الهُدَى فِي الآفاقِ فانتشَرَا

ويهمرُ العِلمَ عِلمَ الأَوَّلِينَ وعَل
مَ الآخِرينَ بفضلِ اللهِ فانهَمَرا

جِبرٍيلُ وهوَ أَمِينُ الوَحي حامِلُهُ
إِن لَم يَرُح ببيَانٍ جَاءَ مُبتَكَرَا

إن ظلَّ فِي رمَضَاناتٍ يُدارِسُهُ
فَلاَ تَقِس بِنَدَاهُ الرِّيحَ والمَطَرَا

وجهٌ جميلٌ كبَدرِ التَّمِّ طلعَتُهُ
لا يرفَعِ الناسُ إِجلاَلاُ لَهُ البَصَرَا

إذَا توضَّأَ كادَ الصَّحبُ يَقتَتِلُو
نَ يمسحُونَ بِهِ ما غابَ أَو ظَهَرَا

طَرفٌ شديدٌ بياضٌ زانَهُ دَعَجٌ
أشدُّ مِن طفلَةٍ فِي خِدرِها خَفرا

يَدٌ هِيَ النِّعمَةُ الكُبرَى لسائِلهَا
سَلُوا الأيامَى سلُوا الأيتامَ والفُقَرا

لما بَنَى الكعبَةَ البَيتَ الحرامَ قُرَيْ
شٌ حكَّمُوها فقامَت تُنبِتُ الحَجرَا

يا خَيرَ ما اغبَرَّ مِن أقدَامِهِ ومَشَى
إِلَى حِراءَ وأصلُ الخَيرِ عند حِرا

حيثُ التَّنسُّكُ فِي اللَّيلِ العَدِيدِ وَحَي
ثُ الفكرُ حيثُ رَأى النامُوسَ حيثُ قَرَا

يا حامِلَ الكُلِّ في دُهمِ النَّوائِبٍ يَا
من أشبَعَ الضَّيفَ فِي اللَّأواءِ أيَّ قِرَا

أللهُ أحسنَ خَلقاً منك عظَّمَهُ
خُلقاً فكُنتَ نبيّاً كامِلا طَهِرا

وكُنتَ أفضلَ هَذَا الخلقِ قاطِبةً
والله يعفُو لجارِ الله ما سَطَرَا

يا ربِّ أبرِئْ بأصحابٍ لَهُ عِلَلي
فكَمْ عليلٍ بأصحابِ النَّبيِّ بَرا

بعزِّ تَيمٍ أبي بَكرٍ خليفَتِهِ
وصاحِبِ الغارِ لمَّا استَقبلاَ الخَطَرَا

مُؤَيِّدِ الدينِ والأصحابُ حائِرَةٌ
والعُربُ نافِرةٌ مَن زاغ أو كَفَرَا

ذَرِ الرَّوافِضَ لاَ تعبَأ بغيِّهِمُ
فالشَّيخُ مِن بعدِ طه أفضَلُ الوُزَرَا

إذَا تكَبَّرَ أقوامٌ بِتَيمِهِمُ
فإنَّ تَيمَ أبي بَكرٍ هُمُ الكُبَرَا

واذكُر خليفَتَهُ الثَّانِي وصاحِبَهُ
الفاتِحَ العدلَ صِهرَ المُصطَفَى عُمَرَا

بَنُو عديٍّ فحُولٌ أنجَبُوا شُهُباً
ألاَ أَبَا عُمَرٍ إِذ أَنجَبَ القَمَرَا

تبَّت يَدا عبدِ سُوءٍ قامَ ينحَرُهُ
أكَانَ يدرِي عدُوُّ اللهِ مَن نَحَرَا

لَوِ استَطَعنا لأرضَينا مُغِيرَتَهُ
لنَفتَدِي عُمَراً نفدِي بِهِ البَشَرَا

قد كَسُّرُوا البَابَ وهوَ السَّدُّ عَن فِتَنٍ
كأنَّ نجلَ اليمانيِّ ما حَكَى الخَبَرا

لا يُغلَقُ البَابُ عنها بعدَها أبَداً
فلَيتَهُ يا عِبَادَ اللهِ ما كَسَرا

ونَجلَ عفَّانَ ذَا النَّورَينِ ثالِثَهُم
مَن ضمَّ فِي الدِّفَّتَينش الآيَ والسُّوَرَا

بنجلِه عبدُ شمسٍ فَاقَ هاشِمَهُ
لَو لم يَكُن نجلُهُ المُختارُ مِن مُضَرَا

لَو أبصَرَ المُسلِمُونَ الأوَّلُونَ مُصَا
باً كانَ فِي ظلُمات الغَيبِ مُستَترَا

يا لَيتَ عُثمَانَ أَبقَى العَمَّ مُغتَرِباً
وَلَيتَ دَمَ شهِيدِ الدَّارِ مَا قَطَرَا

دماً مِنَ اللِّحيةِ البيضَاءِ صَيِّبُهُ
هَمَى فَصَيَّرَ آياتِ الهُدَى حُمرَا

واذكُر علياً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَزِي
رَ سيِّدِ المُرسِلينَ الضَّيغَمِ الهَصَرَا

المَجد مُعتَلياً والحَقّ مُنبلِجا
والسَّيف مُنصلِتا والعِلم مُنفجِرَا

إِن كانَ جُودُ ابنِ هندٍ شادَ دَولَتَهُ
بالصُّفر والبيضِ في الأندَادِ والنّصَرَا

فالزُّهدُ عندَ عليٍّ فِي الدُّنَا خُلُقٌ
سوَّى بناظِرِهِ الإِبريزَ والمَدَرَا

أَو ظلَّ يلعَبُ عَمرٌو في نُهَى زُمَرٍ
فإنَّ سيفَ عليٍّ فرَّقَ الزُّمَرَا

سيفٌ علَى الحقِّ والإيمانِ مُرتَفِعٌ
إنْ سُلَّ سَيفٌ علَى الطُّغيَانِ أو شُهِرَا

يناظُرونَ عَلِيّاً بالسَّفاسِفِ لاَ
كِن قتل عمَّارٍ لم يَترُكْ لَهُمْ نَظَرَا

الدَّمْعُ يَجرِي على ذَا الأَمرِ كيفَ جَرَى
مَهما أُكَفْكِفُهُ إِلاَّ طَغَى وجَرَى

قِفْ طائِرَ الشَّعرِ إنَّ الجَوَّ مُعتِكِرٌ
فكيفَ تَسْلُكُ هَذَا الجوَّ مُعتكِرَا

فالصَّحب عُدلٌ وإنَّ الله خَصَّصَهُم
بِخِيرَةِ الخَلقِ مَن آوَى ومَن نَصَرَا

يَا سيِّدِي يَا أميرَ المُؤمِنينَ وَيَا
سليلَ مَن تَخْضَعُ الأعناقُ إِنْ ذُكِرَا

اِفْخَر بفاطِمَةٍ وافْخَر بِحَيدَرَةٍ
إذَا مليكٌ بآباءٍ لَهُ افتَخَرَا

أبوكَ يوسُفُ كانَ اللهُ ينصُرُهُ
إِذ كانَ يَشكُرُهُ فاشكُر كما شَكَرَا

خصالُهُ الغرُّ لا تُحصَى إِذَا حُسِبَت
فكَم تعبَّدَ كَم واسَى وكَم ستَرَا

يا ربِّ أيِّد لَنا هَذَا الأمِيرَ مُحمَّ
داً وأصلِح بِهِ وامدُد لَهُ العُمُرَا

يُقيمُ مولِدَ كهفِ العالَمِينَ وخَي
رِ الحامِدينَ عَلَى وجهِ العُلَى غُررَا

يُعطِي ويسهَرُ فِي تعمِيرِ ليلَتِهِ
لله لله ما أعطَى ومَا سَهَرَا

يا أيُّها المَلِكُ البانِي أوامِرُهُ
عَلَى أساسِ الهُدَى يا سيِّدَ الأُمَرَا

يَا وارِثَ العرشِ فوقَ النَّجمِ قائِمَهُ
الله يُصحِبُهُ التَّمكِينَ والظَّفَرَا

عرشٌ حباهُ لاسماعيلَ فاطِرُه
وعزَّ وارثُ إسماعيلَ وانتَصَرَا

هَذَا الخُويدِمُ فِي سُوسٍ تُضايقُهُ
أهلُ الجهالَةِ فِيما جلَّ أَو حَقُرا

وليسَ ثمَّةَ من شيءٍ يُؤلِّفُهُ
وأهلُهُ سئِمُوا فاستحسَنُوا السَّفَرا

قالُوا رُدانَةُ أقصَى ما يُرادُ بنا
ثمَّ القُفُولُ فقد ضِقنا بِها عُصُرا

إذ كانَ ما كَان مِمَّا لَستُ أذكُرُهُ
فظُنَّ خَيراً وَلاَ تستَكنِهِ الخَبَرا

وامنُن عليَّ بِمَا أرجُوهُ منكَ فَمَا
أزالُ للعَطفِ مِن مولاَيَ مُنتَظِرَا

قبيلة تجكانت

تجكانت قبيلة عربية ينتشر أبناؤها في شمال وغرب إفريقيا إضافة للشرق الأوسط، انطلاقًا من مدينة تنيقي التاريخية على ضفاف وادي إرغيوى شمال صحراء آدرار بموريتانيا.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى