مقالات الرأي

هل ما زال العلم جكنياً؟

قيل قديماً إن العلم جكني، وهي عبارة لا تنفي العلم عن أحد لكنها تعكس اهتمام أبناء تجكانت وبشكل ملحوظ بالعِلم والتعلُّم، خاصة تعليم أطفالنا منذ سن مبكر، وهو ما انعكس أثره بتخريج علماء كبار من رحم هذه القبيلة.

في ظل واقعنا الحالي ومع تسارع الحياة أتساءل عن مدى اهتمامنا بتأسيس أطفالنا خاصة تعليمهم الهجاء (تِدمكي) بطريقة فعالة ومتقنة تمكن الأطفال من القراءة بشكل صحيح ونطق الحروف من مخارجها السليمة.

إن الإجابة على هذا التساؤل تفرض علينا البحث في حال أطفالنا من عمر ستة سنوات حتى المرحلة المتوسطة، وقياس مدى قدرتهم على القراءة بشكل صحيح ونطق الحروف من مخارجها السليمة.

عندها سندرك حجم الكارثة في تراجع اهتمامنا بتعليم أطفالنا وتأسيسهم بشكل صحيح مقارنة بفترة قريبة كان يتميز فيها أبناؤنا بقدرتهم على القراءة الصحيحة، فنجد الطفل في بداية مرحلة التعليم الابتدائي متقناً للقراءة بشكل صحيح متمكناً من مخارج الحروف، بل وحافظاً لعدد من أجزاء القرآن الكريم.

لا يمكننا إلقاء اللوم كاملاً على الأسرة رغم أنها المسؤولة أولاً وأخيراً عن أبنائها، ويبقى جزء من اللوم على عاتق مجتمعنا الجكني، وبشكل أوسع مجتمعنا الشنقيطي بسبب اختلال توزيع الأدوار، وهو ما أدى مع مرور الزمن لاندثار أو تراجع دور (الطَّالْبَهْ)، فلا نكاد اليوم نجد أحداً إلا ما ندر قادراً على القيام بدور تأسيس الأطفال وتعليمهم الهجاء بشكل صحيح ومتقَن وهو ما يجعل الأسرة مسؤولة عن القيام بهذا الدور ويحتم على الآباء والأمهات الاستعداد له والقيام به من منطلق المسؤولية الواجبة عليهم تجاه أبنائهم.

مهما اختلف واقعنا أو الظروف التي تحيط بنا يبقى الاستثمار في تعليم أبنائنا في مرحلة التأسيس وخاصة الهجاء أمر لا بد منه، وهو ما ينعكس أثره على مجتمعنا الجكني والأهم على أبنائنا ومستقبلهم.

موضوعات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى