تندوف
تأسست مدينة تندوف أواسط القرن الثالث عشر الهجري الموافق للقرن التاسع عشر ميلادي على يد مؤسسها العلامة محمد المختار بلعمش الجكني أي بعد تأسيس مدينة تنيقي التاريخية بأكثر من 7 قرون. وتقع الآن في أقصى الجنوب الغربي لدولة الجزائر على مقربة من الحدود المشتركة بين الجزائر وموريتانيا والممكلة المغربية.
تحتل مدينة تندوف موقعًا استراتيجيا هامًا، جعل منها محطة تجارية بين الأقاليم الصحراوية، ومركز عبور للقوافل التجارية قدميًا، ولحلات الحجيج القادمة من المغرب العربي خاصة من إقليم الساقية والزمور، و وادي باني تجاه منطقة توات، ومنها نحو المشرق الإسلامي عرب خط توات، فزان، مصر، وهو طريق ركب الحجيج. إضافة إلى ذلك تعتبر مدينة تندوف همزة وصل بني الشمال والجنوب، خاصة بين الأقاليم الشمالية الغربية للمغرب العربي والسودان الغربي 1مصطفى بن دهينة، 2010، ص07
الخلفية التاريخية لمدينة تندوف
يذكر المؤرخ أبي عبيد الله أن اسم تندوف أصلها تيندفوس، وتعنن الآبار التي كان يحفرها المسافرون وأصحاب القوافل التجارية وما تلبث أن تدفنها الرمال بفعل الزوابع الرملية حيث قال: ” فتسير في هذا الجبل ثلاث أيام يسمى تندفس، وهي آبار يحتفرها المسافرون فلا تلبث أن تنهار وتندفن” (أبو عبيد البكري، د.ت.ن، ص 156 ،) فمن خلال ما تطرق له البكري يتضح لنا تأصيله العربي للكلمة أي من الدفن فقد صحّفت من تندفن إلى تندفس، ويتطرق رشيد الحسن في كتابه العالم الأعلام الجغرافية والهوية إلى أن تندوف كلمة تنقسم إلى قسمين تني + أضوف وتعني مكان الحراسة في لغة صنهاجة ( رشيد الحسني، 2008م، ص 12 ) وهو بذلك يقول بالأصل الأمازيغي لتندوف، ويؤكد ذلك أن اسم تندوف في لغة تماهق (الطوارق) تتكون من جزأين؛ تني+أدوف أي مكان المخ الذي يتواجد داخل العظم، فكلمة (تني) في تماهق تعني مكان أو ضمير المكية، ومثل تركيب اسم تندوف متواجد كثيرا في لغة صنهاجة ببعض الأماكن في الصحراء الكبرى مثل : تينركوك، تينيلان، تينزاواتني، وهو الرأي الراجح في أصل تسمية تندوف.
تندوف أم تيندوف؟
وقد ضبط اسمها في الوثائق المحلية بالياء بعد التاء (تيندوف)، وهو موجود في خزانة آل بلعمش، وقد ضبطت كذلك من دون ياء بعد التاء في مصادر أخرى كتاريخ الفتاش لمحمود كعت.
