مقالات الرأي

بين العطاء و الشغف

كل منا يمر في مرحلة استثنائية فيما يتعلق بالحياة العلمية و الحياة الوظيفية

كنا صغارا ندخل المدرسة و نتدرج في التسلسل التعليمي العام مرورا بمواقف تأثر سلبا أو إيجابا على تجاربنا الشخصية.
فكل منا يتذكر ذلك جيدا و يدرك مدى تأثره بتلك المواقف. مما يولد لدينا خبرة حياتية نضيفها لسجلاتنا. فتارة استاذ فاضل ينصح و يوجه و تارة اخرى استاذ صامت لم يغير شي و تارة اخرى استاذ صعب المراس غليظ القلب يؤنب و يتلفظ.


كل ذلك محفوظ في سجلاتنا الرقمية مصفوفة بعناية في ذاكرة عقولنا.

و ننتقل بعدها الا وجه تعليمي جديد و اسلوب دراسي مختلف يضع كاملة المسؤلية عليك فأنت الان ناضج و صاحب تقييم للمواقف و عليكم حمل مسؤولية كبيرة و هو الحياة الوظيفية المترقبة.

تصبح بحيرة و تمسى بغموض ماذا بعد. هل اكون مهندسا او طبيبا او معلم. هل اصدقائي جلهم اصاحب المهن المقدسة اعرف بما في المستقبل ام انا من أختار؟ ام ماذا يرى أبي و أمي و عائلتي في ترقب ذاك الجهبذ ؟ هل يروا الدكتور ام البش مهندس؟


كل ذلك الصراع يتأرجح في العقل و يتخبط بالفكر ولا قرار صائب ولا طريق واضح.

كل ذلك محفوظ في سجلاتنا الرقمية مصفوفة بعناية في ذاكرة عقولنا.
و ها انا … الدكتور او البش مهندس او المعلم احتفل بتخرجي مترتدا وشاح الجامعة و التقط الصور التذكراية لتخيلد ذكرى حتما لن تنسى بسلامة العبور و تميز الوصول لابواب العالم الوظيفي و بدء الاستعداد للمارثون الوظيفي. تبدء مهم البحث و الانقاذ لتلك الفرصة السانحة و المستقبل المشرق بكل حدب و صوب حتى تصتادها.

تجتاز كل مقابلة شخصية و تعبر كل اختبار للغات و تجري كل تقييم سلوكي و معرفي حتى تظفر بالقبول و تأتيك ساعة الفرج بعبارة ” شكرا عزيزي المتقدم تهانينا لقد تم قبولكم في وظيفة المستقبل”. هنا تفقد العقل و يجتاحك الفرح و تتراقص السعادة في نفسك. تهندم نفسك في هذا اليوم و تضع اغلى العطور و تلبس افضل الثياب و تذهب في اولى خطوات المستقبل. و ها انت اليوم تضيف فصلا جديد في خبراتك الحياته.

كل ذلك محفوظ في سجلاتنا الرقمية مصفوفة بعناية في ذاكرة عقولنا.

تبداء في صقل تلك المهارات الفنية و تجتهد و تعمل و تتعلم و تتدرج في الحياة الوظيفية. وتتعرف علي اسلوب جديد في النظم و الادارة. وتكتسب معرفة حقيقة و تصادف اشخاص حقيقين.

لكن ؟؟؟

الم ندرس انه معامل الحراره و معادلات الحساب و الكم التي لا تتفق مع كلام ابو فلان مدير الادارة الهندسية ؟؟ الم ندرس انا تشخيص المرض و حساب معدلات كريات الدم الحمراء و البيضاء لا تتفق مع الدكتور الاستشاري ابو فلان ؟؟
اليس بالأمر ريبه؟
تعتالك الشكوك و الضنون. تسيطر عليك الافكار. تعتريك الاسئلة المبهمة و لا تجد مخرج لحالك المسكين. تكضم غيظك و تساير نفسك لعلك تجد النور في نهاية النفق المظلم. تسمتر شهور و سنوات في تدرجك الوظيفي و تنهال عليك الصدمات و المواقف. هل انا بخير ؟؟ هل انا منتج؟ هل انا في المكان الصحيح؟

اعلم يقينا انك كنت ضحيه في تجارب السابقة و ان تجاربك الشخصية و مؤثرات المحيط الاجتماعي و الأسري جعلت منك ذلك الشخص.


انت الان على مفترق الطرق. اما ان تستمر و اما ان تسقط في فخ الاحتراق الوظيفي.
ما تصله من غموض و عدم شعور الرضاء الداخلي و رغباتك في البحث عن بديل اخر كل هذا دليل واضح علي الاحتراق الوظيفي.


اضع بين يدك الوصف السحرية و الترياق الشافي فلا تبداء يومك دون عطاء و لا تستقبل مهامك الوظيفية بدون شغف
اجعل المحرك الاساسي لك هو العطاء. ذلك السحر الخفي الذي يسري في داخلك اجعل ان عطائي لهذا اليوم لأثبت لنفسي انني قادر علي العطاء و انني فعال في هذه المنظومة حتى تصل الي درجة الشغف التى بدورها تصل بك الي بر الامان و السلام الداخلي.


اعلم انه من الصعب و المرهق جدا التغيير بالتفكير الاجابي. و انه يخالف كثير من وقائق بعض بيئات العمل المختلفة. لذلك من المهم جدا التدرج في التغيير. و يكفى ان التغيير يصبح عادة بعد ال ٢٠ يوم. خذ وقتك رتب افكارك و قسم خطط يومك. اجعل ما تقوم به ابتغاء الاجر من الله و من الإخلاص في عمل حتى تجد الداعم المعنوي الكبير و الخافز العظيم لك.


اترك تراكمات الماضي ولا تتوغل فيها تعمل منها فقط. ولا تسترسل في استخضارها يكفى حصرها في نقاط و ماهي الدروس المستفادة منها.


عالم الانترنت مليئ بمحاضرات و دروس علمية في التطور المهني و الاداري اجلع من يومك نصيب لا يقول عن ساعة يومية لتعلم مهارة جديدة او الاستماع لدرس اداري جديد.


ازرع في افراد اسرتك و مجتمعك عادة جديدة تعلمتها من خلال الساعة اليومية التدريبية. شاركهم المعلومة و انشر المعلومات ذلك يساعدك في ترسيخ ما تعلمت بالاضافة الى رفع الشغف عندك لتعلم المزيد.


احرص نشر المعرفة في الجيل الاصغر في محيطك بين لهم أن خيارات التعليم و الوظائف قد تصيبها بعض الغموض و انا اختيار المسار التعليم مرتبط بما يرغب الشخص وليس لاعتبار عائلي او اجتماعي.


في الختام كل ذلك محفوظ في سجلاتنا الرقمية مصفوفة بعناية في ذاكرة عقولنا
لذلك فكر في العطاء و مارس الشغف حنى تملئ سجلاتك الرقمية بما يفترض ان يجب ملئه.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى